قصر دولمة بهجة اسطنبول، سنخوض رحلة مميزة في الاطلاع على قصر دولمة بهجة في إسطنبول، فهو ليس مجرد مكان تاريخي، بل هو شاهد على روعة وفخامة الحياة في زمن الدولة العثمانية. نستعرض في هذا المقال الأماكن الرئيسية داخل القصر ونوضح كيفية الوصول إليه وأهمية زيارته من أبرز وافضل الاماكن السياحية في اسطنبول تابعونا عبر اصل المكان لرحلة شيّقة في عالم التاريخ والثقافة.
عن قصر دولمة بهجة اسطنبول
قصر دولمة بهجة اسطنبول، الواقع في منطقة بشكتاش بإسطنبول، يُعَدّ من أهم المعالم التاريخية والثقافية في المدينة. يقف القصر على شاطئ البوسفور، يتميز بموقعه الاستراتيجي المتميّز، مُطِّلًا على المنطقة الآسيوية لإسطنبول في أسكودار.
تم بناء القصر في الفترة ما بين عامي 1843 و1855، وهو نموذج رائع للمعمار الذي يجمع بين الطراز الأوروبي والزخارف العثمانية. أمر ببنائه السلطان عبد المجيد الأول، وقاد عملية البناء المهندس “زهدي باشا باليان” وابنه “غرابت عمرا باليان”، الذي استكمل البناء بعد وفاة والده.
تجاوزت تكلفة بناء القصر 5 مليون ليرة ذهبية، ما يُعادل أكثر من 1.86 مليار دولار أمريكي حسب أسعار الذهب الحالية. لقد أثار بناء هذا القصر حينها جدلاً كبيرًا بسبب البذخ الذي استخدم فيه.
القصر يضم العديد من الغرف والقاعات والحمامات والحدائق، حيث تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 45 ألف متر مربع، وتمتد أطواله لمسافة 600 متر على طول ساحل البوسفور، ويقوم على أعمدة من الرخام.
يتألف القصر من عدة أقسام رئيسية، منها برج ساعة القصر، بناء الخزينة، المبنى الخاص بالمفروشات القديمة، قسم السلاملك والحرملك والجواري والعديد من الأقسام الأخرى التي تشتهر بتصاميمها وأهميتها التاريخية.
زيارة قصر دولمة بهجة اسطنبول
متعة الزيارة إلى قصر دولمة بهجة اسطنبول تكمن في الانتقال السحري إلى ماضٍ متميّز واستكشافه بطريقة مبتكرة وعصرية. يُمكنك أن تستمتع بزيارته بكل تأكيد، فهو يستحضر العظمة والروعة التاريخية للعثمانيين بأسلوب لا يُضاهى.
يُفتح القصر أبوابه يوميًا ما عدا يوم الإثنين من الساعة التاسعة صباحًا حتى الرابعة عصرًا. تكلفة تذكرة دخول قصر السلاملك تبلغ 60 ليرة تركية، بينما يكون سعر الدخول إلى قصر الحرملك 40 ليرة تركية.
تتيح الزيارة إمكانية الاستمتاع بعدة أنشطة، مثل استكشاف التحف التاريخية والتجول داخل القصر لاكتشاف جمالياته الداخلية والتفاصيل الرائعة لتصميمه المعماري. يُمكنك أيضًا التعرف على الأثاث الفخم الذي كان يستخدمه السلاطين وزيارة قسم السلاملك والحرملك لفهم حياة السلاطين العثمانيين. كما يمكنك زيارة مكتبة السلطان عبد المجيد والتمتع بالجولة في حدائق القصر والاستمتاع بمناظر البحر البوسفور الخلابة.
وبعد الزيارة، يُمكنك استكمال رحلتك السياحية بزيارة أماكن أخرى مثل جامع أورتاكوي وميناء بيشكتاش، كما يُمكنك تجربة تناول وجبة غداء فاخرة في أحد المطاعم القريبة من القصر.
باختصار، زيارة قصر دولمة بهجة في إسطنبول تعد فرصة لا تُضيع لاستكشاف العظمة التاريخية والاستمتاع بالتراث السلطاني العثماني.
أفضل الأنشطة في قصر دولمة بهجة اسطنبول
هذه هي أفضل الأنشطة التي يُمكنك القيام بها في قصر دولمة بهجة في اسطنبول:
- استمتع برحلة مريحة عبر مضيق البوسفور واحتفظ بلحظات جميلة من تصوير واجهات قصر دولمة بهجة.
- استمتع بجولة داخل القصر الأثري وتعرّف على الفنون المعمارية التي استُخدمت في بنائه، واستفد من الجولات الإرشادية والإرشادات الصوتية لفهم تاريخه بشكل أفضل.
- التقط صوراً تذكارية في الأماكن المحددة داخل القصر للحفاظ على ذكريات الزيارة.
- استكشف الغرف المختلفة في القصر، بما في ذلك الغرف الملكية وغرف الخدمة وزوايا استقبال الزوّار.
- استمتع بصالة الاستقبال المذهلة في القصر، والتي تتميز بالزخارف الفنية والثريات الفخمة.
- اكتشف قطع الأثاث الرائعة المنتشرة في أرجاء القصر التي تتميز بأسلوب عثماني وباروكي وكلاسيكي.
- زور قاعات الفنون في القصر واستمتع بالتحف الفنية مثل التماثيل واللوحات وقطع الفسيفساء.
- قم بزيارة غرفة أتاتورك، التي قضى فيها الرئيس التركي مصطفى كمال أتاتورك أيامه الأخيرة.
- شاهد متحف الساعات الذي يضم نماذج تاريخية للساعات من قصر دولمة بهجة وغيرها من القصور في اسطنبول.
- استمتع بالمعروضات الفنية والمكتبات المتواجدة في القصر، بما في ذلك مكتبة السلطان عبدالمجيد.
- استمتع بجمال وروعة الحدائق المحيطة بالقصر التي تضم برك ونوافير ومنحوتات فنية، واسترخِ واستمتع بأجوائها المنعشة بعد جولتك الممتعة داخل القصر.
هذه الأنشطة ستساعدك في الاستمتاع بزيارتك لقصر دولمة بهجة واستكشاف جماله وتاريخه الغني بالفنون والثقافة، يمكن حجز تذكرة لزيارة القصر من هنا.
كيفية الوصول إلى قصر دولمة بهجة
بالقرب من قصر دولمة بهجة في إسطنبول توجد محطة ميناء بيشكتاش التي يُمكن الوصول إليها من الطرف الآسيوي، ويُمكن الوصول بسهولة من ميدان تقسيم إلى القصر عبر الباصات الصغيرة أو حتى سيرًا على الأقدام. بالإضافة إلى ذلك، يقع في المنطقة محطة ترامفاي كابتاش التابعة لخط الترامفاي F1.
يُمكن الوصول إلى القصر من أهم المناطق المركزية والحيوية في إسطنبول بسهولة عبر السيارة. هناك بعض الأمثلة على المسافات والأوقات التقريبية المستغرقة للوصول من بعض المناطق إلى القصر:
- منطقة تقسيم: المسافة 1.2 كم، الوقت المتوقع 7 دقائق بالسيارة.
- منطقة الفاتح: المسافة 6.4 كم، الوقت المتوقع 23 دقيقة بالسيارة.
- منطقة اسكودار: المسافة 10.2 كم، الوقت المتوقع 28 دقيقة بالسيارة.
- منطقة زيتون بورنو: المسافة 17 كم، الوقت المتوقع 36 دقيقة بالسيارة.
- منطقة بيليك دوزو: المسافة 39 كم، الوقت المتوقع 1 ساعة بالسيارة.
من عاش في قصر دولمة بهجة؟
يتميز قصر دولمة بهجة بتزيينه بحوالي 131 سجادة حريرية فاخرة مصنوعة يدويًا، والتي تأتي من مقاطعة هيركي (Hereke). هذه السجادات تضيف لمسة من الفخامة والجمال إلى ديكورات القصر وتبرز روعة التصميم الداخلي الراقي.
كان قصر دولمة بهجة مسكنًا ومكان إقامة سابقًا للرئيس التركي السابق مصطفى كمال أتاتورك، الذي وافته المنية في هذا القصر عام 1939. تاريخيًا، يحمل القصر ذكريات وأحداث هامة في حياة الشخصيات البارزة ويعكس جوانب من التاريخ والثقافة التركية.
ما معنى قصر دولمة بهجة اسطنبول؟
اصطلاح “دولمة بهجة” يترجم حرفيًا في اللغة العربية إلى “الحديقة المردومة”. هو تعبير يستخدم في الوصف و التعريف بالمصدر. اُختير هذا الاسم للقصر نتيجة لردم الأرض التي بُني عليها القصر، حيث كانت تقع على ضفاف البوسفور، وتم تعبئتها وردمها لإقامة القصر.
كم استغرق بناء قصر دولمة بهجة؟
بدأت أعمال البناء في القصر في عام 1834 أثناء فترة حكم السلطان عبد المجيد الأول، وانتهت بعد 13 عاماً من العمل الجاد. وفقًا لمصادر مختلفة، أشارت بعضها إلى أن الدولة أنفقت حوالي 35 طنًا من الذهب على بناء القصر، بينما أشارت مصادر أخرى إلى تكلفة بنائه بحوالي 14 طنًا من الذهب وستين طنًا من الفضة.
في الختام، قصر دولمة بهجة في اسطنبول يمثل نقطة تاريخية رائعة تجمع بين فنون العمارة البديعة والتاريخ العريق للدولة العثمانية. يتيح لك هذا القصر الاستمتاع بروعة التصميم والتفاصيل الفنية الرائعة التي تعكس عظمة الحضارة العثمانية. من خلال زيارته، تتاح لك الفرصة لاستكشاف الثقافة والفنون والتاريخ المترسخ في أروقته وحدائقه. يُعتبر قصر دولمة بهجة مكانًا لا ينبغي تفويت زيارته أبدًا لكل من يتطلع لفهم واكتشاف تاريخ إسطنبول والحضارة العثمانية بشكل أفضل.