قاعدة تمثال ديليسبس بورسعيد ما تبقى من تمثال ديليسبس بعد أن اجتمع الفدائيون ببورسعيد على تحطيمه بعد الانتهاء من أعوام حل فيه الظلم والقتل على مصر، حيث قاموا بإنزاله عام 1956 م وذلك أثناء العدوان الثلاثي على مصر، وضع التمثال بمخازن ترسانة بورسعيد البحرية بعد أن تم انتشاله من القناة وبقيت قاعدة التمثال ليحيطها منتزه هام لأهالي بورسعيد وزوارها، شهدت هذه المنطقة تصوير عدد من الأفلام المصرية مثل فيلم “أبو العربي” حيث رقصت الفنانة منة شلبي على قاعدة تمثال ديليسبس بعد الصعود عليها.
في السطور التالية عبر أصل المكان أهم المعلومات عن قاعدة تمثال ديليسبس في بورسعيد
عناصر المقال
نبذة عن قاعدة تمثال ديليسبس بورسعيد
تمثال ديليسبس صممه الفنان الفرنسي إمانويل فرميم كنصب تذكاري لصاحب فكرة قناة السويس “فرديناند ديليسبس”، نصب بالمدخل الشمالي لقناة السويس ببورسعيد، تم تصنيع التمثال من البرونز والحديد وطليه باللون الأخضر البرونزي، حفر اسم المسبك وتاريخ الصنع على قاعدة التمثال حيث تم تنصيبه يوم 17 نوفمبر لعام 1899 ميلاديا وهو ما يوافق العيد الثلاثين لافتتاح قناة السويس للملاحة العالمية، التمثال مجوف من الداخل ويصل وزنه إلى 17 طن، ارتفاعه بقاعدته المعدنية 7.5 متر، شهدت قاعدة تمثال ديليسبس بورسعيد على شجاعة فدائي بورسعيد.
موقع قاعدة تمثال ديليسبس بورسعيد
تقع قاعدة تمثال ديليسبس ببورسعيد على شاطئ قناة السويس أمام مقهى the garden وبالقرب من فندق رستا بورسعيد واراب اكسبريس للملاحة وعلى طريق شكري القوتلي،
إزالة تمثال ديليسبس عن قاعدته
تسبب تأميم قناة السويس على يد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كشركة مساهمة مصرية وذلك عام 1956 م في العدوان الثلاثي على مدينة بورسعيد من قبل فرنسا وبريطانيا وإسرائيل وبعد انسحاب الاحتلال وقواته عام 1956 م شعر أهالي بورسعيد بغضب عارم بعد أن قام آخر الجنود الفرنسيون والبريطانيون “الذين كانوا يحرسون مقر الجنرال ستوكويل في مبنى فندق وكازينو بالاس” قبل رحيلهم بيوم بربط علمي بريطانيا وفرنسا على الذراع الأيمن لتمثال ديليسبس ودعمه لطبقة كثيفة من الشحم وعلى ذراعه الممتدة والتي ربطوا عليها العلمين لمنع المصريين من محاولة إزالتهم ولاستفزازهم كما وضعوا على رأس التمثال غطاء رأس بيريه من وحدة مظلات فرنسية، وكأنه تذكار باستمرار سيطرة الاحتلال بشكل معنوي فقاموا بإزاحته عن قاعدته وإلقائه بمياه القناة بعد أن حاولوا تسلق التمثال وقاعدته ولكن الشحم حال دون ذلك، فطلبوا مساعدة رجال الإطفاء بإمدادهم بسلم طويل ليتقدموا بأسرع ما لديهم ومعهم السلم ووقفوا على الرصيف وصعد أحد المواطنين وانتزع العلمين وألقا بهما ليفرغوا بهم غضبهم بالدهس والبصق عليهما وتمزيقهما والهتاف ب “الله أكبر، تحيا مصر، يعيش جمال عبدالناصر”، ويقال أن قيادة المقاومة الشعبية قد جهزت عدتها ليلة انسحاب القوات لكي تفجر التمثال، ويقول الشاعر أن أحد البمبوطية قد أحضر حبل سفن سميك وتسلق على السلم إلى قاعدة تمثال ديليسبس بورسعيد وربط الحبل حول عنق التمثال كالمشنقة ليتسارع المواطنون بإمساك طرف الحبل وسحبه من الناحية الشمالية لجذبه أرضاً لكن دون جدوى إلى أن تجمع المواطنون بصحبة قائد العمليات الفدائية سمير غانم ومعه حقيبة سوداء احتوت على 12 قالب متفجرات TNT وأربعة أصابع متفجرات جليجانيات وبعد الوصول برصيف ديليسبس لم يستطيعوا تفجير القاعدة سوى بعد ثلاث محاولات والأخيرة وبعد أن أبتعد الغبار وبانت الرؤية قد سقط التمثال من إرتفاع خمسة أمتار دون أن يتحطم منه غير أربع بلاطات من أرض المساحة حول قاعدته يرقد على وجهه مقطوع الرأس تحت هتاف الشباب وفرحة الجميع وكأنه نصر جديد، وبعد ذلك وضع التمثال بمخازن ترسانة بورسعيد البحرية بعد أن تم انتشاله.
إعادة تمثال ديليسبس إلى قاعدته
تسبب اختلاف النظر إلى التمثال في إثارة الجدل حيث يرضى البعض أنه رمز للعبقرية الهندسية التي خلقت لمصر شريان ينبض بين الدول من خلال جلب ثروات عديدة عن طريق مجراها الملاحي كما أن التمثال سيعد مصدراً لجذب السياحة الفرنسية، ويرى المعارضون للفكرة أن ديليسبس و تمثاله رمزا للاستبداد والسخرية وموت الآلاف من المصريين أثناء حفر القناة، نقلت هيئة قناة السويس التمثال عبر القناة في خلال الليل لتحسم الجدل وتؤكد عودته إلى بورسعيد، وقال القيادي العمالي البدري فرغلي أنه لا يليق بمن خان وتسبب بهزيمة الجيش المصري بالتل الكبير أن يتم تكريمه وأن ذلك خط أحمر موضحاً أن: «تمثال ديليسيبس، دمر فى معركة سقط فيها الشهداء ببورسعيد وليس مجرد إسقاطه وإعادة وضعه هو نفس الموقف الذى اخذه أنصار ديليسبس في الماضي، ويعنى غياب الوطنية المصرية بشكل نهائي وعودة التمثال هو عار لنا ولكل من يفكر بهذا، فنظام مبارك رفض إعادة التمثال لأسباب وطنية فكيف نعيده الأن!» ،وبدأ الحديث على عودة التمثال إلى قاعدته فر عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك عام 2009 م وذلك بعدما أعلن رئيس لجنة السياحة والإعلام “المهندس عصام الزهيري” أمام لجنة الثقافة والسياحة والإعلام بمجلس الشعب “جمعية محبي فرديناند دي لسبس” بفرنسا دفع 50 مليون يورو سنوياً لإعادة تمثال ديليسبس إلى قاعدته وتجهيز حفل يحضره آلاف السياح الأوروبيين سنوياً ولكن رفض الشعب العرض رغم وجود قبول داخل الحزب الحاكم بذلك الوقت، أعلن اللواء سماح قنديل محافظ بورسعيد السابق فبراير 2014 م عن إجراء معاينة لقاعدة التمثال عن طريق عميد كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية ورغبته بوضع تمثالين مجاورين لتمثال ديليسبس تمثال للرئيس جمال عبدالناصر صاحب القرار بتأميم القناة وبالمنتصف تمثال للعامل المصري أو الفلاح الذي قام بحفر القناة واستشهد آلاف منهم أثناء حفرها لكن الفكرة لم يتم تنفيذها وأُقترح إعادة وضع التمثال بالإسماعيلية في متحف قناة السويس وبجواره تمثال الفلاح المصري الذي قام بحفر قناة السويس.