لماذا سميت قاهرة المعز بهذا الاسم؟، قاهرة المعز أو القاهرة الإسلامية بناها جوهر الصقلي بأمر من المعز لدين الله الفاطمي، وسميت آنذاك باسم المنصورية إلى أن حضر المعز لدين الله وأطلق عليها اسم القاهرة نسبة إلى قهر العباسيين وجعلها عاصمة له سنة 969م، ولها، ومن منطلق هذا سنقدم خلال مقالنا عبر أصل المكان أهم المعلومات عن مدينة القاهرة والتي يطلق عليها عدة أسماء منها مدينة ال1000 مئذنة ومصر المحروسة.
عناصر المقال
موقع القاهرة
تتمتع مدينة القاهرة بموقع استراتيجي فهي من محافظات المدينة الواحدة، يحدها نهر النيل جه الشرق بطول 41.542 كم، ويحدها من جهة الشمال كل من محافظتي الشرقية والقليوبية، ومن جهة الشرق محافظة السويس ، ومن جهة الغرب نهر النيل ومحافظة الجيزة، تضم في أحضانها أهم المقرات الحكومية مثل القصر الرئاسي ومقار الوزارات والمصالح الحكومية قبل نقلهم إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
مساحة القاهرة وعدد سكانها
تعد القاهرة من أكبر محافظات مصر من حيث المساحة وعدد السكان، احتلت القاهرة المركز الثاني في قارة أفريقيا كونها أكبر محافظة من حيث عدد السكان، بلغت المساحة التقديرية للقاهرة 3.085 كم مربع بينما وصل عدد السكان بها حوالي 22 مليون نسمة، أي نسبة 20% من إجمالي سكان مصر، وكانت هذه هى آخر إحصائيات 2022.
من بني القاهرة؟
الذي قام ببناء القاهرة هو القائد الفاطمي جوهر الصقلي 358هـ، أشهر قائد في الدولة الفاطمية هو من أسس القاهرة وأمر ببناء الجامع الأزهر تم إرسالة من قِبل السلطان المعز لدين الله لفتح مصر وانتزاعها من العباسيين ونجح جوهر الصقلي في ذلك، وعمل على بناء سور كبير به 8 أبواب، وبنى قصرًاكبيرا للخليفة على مساحة 70 فدان.
أحياء القاهرة
تحتوى القاهرة على 38 حيًا منها 9 أحياء متمركز في الجهة الشرقية 9 أحياء توجد في الجهة الغربية، جهة الجنوب بها 12 حي وال8 أحياء الباقية توجد في جهة الشمال، كما يوجد بالقاهرة الأحياء القديمة التي تتسم بالطابع التاريخي مثل حي حلوان، من أهم أحياء القاهرة فقد كان من قبل مستوطنًا الفراعنة وكان يسكنه القبطيين واليهود في العصر القبطي.
- أصغر أحياء القاهرة مساحة هو حي الموسكي بمساحة بلغت 1.2 كيلو متر مربع.
- أكبر أحياء القاهرة مساحة هو حي النزهة بلغت مساحتها 720.3 كيلو متر مربع.
أسماء أُطلقت على القاهرة
تعددت الأسماء التى أطلقت على القاهرة ارتبطت تلك التسميات بالعصر الفاطمي، في بداية الأمر عند إنشاء حصن القاهرة سمي “المنصورية” قيل نسب هذا الاسم الى المنصور أبو الحاكم المعز لدين الله، وبعد ذلك سميت ” المعزية” منسوب إلى المعز لدين الله، وسميت ” المحروسة” لأنها محروسة من الله، و مدينة الألف مئذنة، جوهرة الشرق، وسميت أخيرًا “القاهرة” لأن الفاطميين قهروا العباسيين واستولوا على حكم مصر.
لماذا سميت قاهرة المعز بهذا الاسم؟
سميت القاهرة بهذا الاسم بعد محاولة الفاطميون فتح مصر وحاولوا انتزاعها من يد الدولة العباسية وباءت كل المحاولات بالفشل، إلى أن جاء القائد جوهر الصقلي عام 358 هـ ـ واستطاع هزيمة وسحق الخلافة العباسية ودخل مصر وعمل على تأسيس القاهرة، في مكان قريب من مدينة الفسطاط وأطلق عليها اسم القاهرة، نسبة إلى قهر العباسيين وبعد فتح القاهرة حضر إليها الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وعمل على نقل عاصمة الخلافة إلى القاهرة فأُطلق عليها اسم قاهرة المعز.
السياحة في القاهرة
تتنوع السياحة في القاهرة كونها تضم العديد من المعالم الأثرية القديمة والتي يرجع تاريخها للعصر الفاطمي والعثماني وغيرهم من العصور التي شهدتها القاهرة، وتضم القاهرة العديد من الأماكن الترفيهية والثقافية والتاريخية والأماكن الشعبية ، الحديث عن السياحة في القاهرة يطول ولا يسعنا في هذا المقال سوى نبذة بسيطة عن أجمل الأماكن السياحية التي يمكنك زيارتها والاستمتاع بها.
برج القاهرة:
من أفضل أماكن خروج في القاهرة غير تقليدية، ومن أشهر معالم القاهرة السياحية.
شارع المعز:
من أقدم شوارع القاهرة وأجملها مليء بالأماكن الأثرية الإسلامية التي شهدت على براعة الحضارة الإسلامية.
مساجد القاهرة الشهيرة:
لا تفوت فرصة التجول حلو المساجد الأثرية مثل الجامع الأزهر ومسجد أحمد بن طولون ومسجد الحسين ومسجد عمرو بن العاص ومسجد محمد على والعديد من المساجد الاسلامية التى بنيت على الطراز المعماري الإسلامي المميز.
الحدائق في القاهرة:
من الأماكن السياحية الممتعة في القاهرة نجد وجود عدد من الحدائق مثل حديقة الأزهر، حديقة الحيوان بالجيزة، حديقة الفسطاط.
الأسواق التجارية:
لا تحلو السياحة بدون عمل جولة تسوق في الموقع لأخذ تذكار من هذه المدينة وأشهر الأسواق في القاهرة سوق خان الخليلي.
المتاحف:
تتميز السياحة في القاهرة بوجود العديد من المتاحف الاثرية التى لا غنى من زيارتها أثناء الرحلة السياحية، أشهرها المتحف المصري، متحف الفن الاسلامي، متحف النسيج بشارع المعز، المتحف القومي المصري.
القاهرة في العصر الفاطمي
جهز المعز لدين الله جيشًا عظيمًا يتكون من 100.000 جندي كان معظمهم من الجنود البربرية، وأسند قيادة الجيش إلى رجل عسكري ذو كفاءة عالية يسمى جوهر الصقلي، تم افتتاح القاهرة وقهر العباسيين 358هـ \ 969م دون أدني مقاومة بسبب تدهور الحالة الاقتصادية والسياسية في مصر في هذا الوقت.
بعد استيلاء جوهر الصقلي على مصر عمل على إنشاء عاصمة الخلافة وبدأ في إنشاء قصر الخلافة وأنشأ الجامع الأزهر، وأنشأ حول العاصمة سور كبير مكون من عدة أبواب منها باب النصر وباب زويلة وباب الفتوح.
استمر حكم القائد جوهر الصقلي 4 سنوات على مصر بصفته نائبًا عن الخليفة المعز لدين الله، وفي خلال هذه الفترة شهدت مصر تغيير ملحوظ في كافة مجالاتها ومؤسساتها، حيث بدء في اصلاح الازمة الاقتصادية التي عانت منها مصر قبل مجيئهم، نجح الصقلي في ضم الشام إلى مصر.
حضور الخليفة الفاطمي إلى القاهرة.. بعد أن هيأ جوهر الصقلي الظروف في مصر أرسل إلى الخليفة، يستعجله للحضور إلى القاهرة وتسليم زمام الحكم ، في هذا الوقت كان الخليفة في مدينة المنصورية في المغرب وأخذ معه كل أمواله ومتعلقاته وذهب إلى القاهرة، بعد أن وصل المعز للقاهرة 7 من رمضان 362هـ أقام في قصر الخلافة الذى شيده جوهر الصقلي، لم يدم حكم المعز لدين الله الفاطمي على القاهرة سوى 3 سنوات فقط، ومع ذلك كانت سنوات ذات تأثير إيجابي على العاصمة وضواحيها، عمل على التغيير في الخطاب الديني وحوله من السني إلى الشيعي، وعمل على تقوية الجيش، ولا يزال حتى الآن آثار التغير موجودة في القاهرة.
شهدت مصر في العصر الفاطمي طفرة كبيرة في فن المعمار حيث خلف وراءهم كثير من التحف والآثار التي عبرت عن مدى مهارة ودقة الفن الإسلامي.
بُنيت مدينة القاهرة على شكل مربع طول أضلاعه 1200 متر مربع على مساحة بلغت 400 فدان، وتم إحاطة المدينة بسور بلغ عرض جداره 2.5 متر، وتم وضع 8 أبواب على المدينة في كل جهة بابان.
القاهرة الإسلامية
القاهرة الإسلامية من المناطق الشهيرة يمكنك الإستمتاع باكتشافها والتجول فيها سيرًا على الأقدام، تضم المنطقة العديد من المتاجر مثل سوق خان الخليلي، ويتوسط جمالها شارع المعز بإمكانك أن تأخذ جولة حول استكشاف جماله وجمال معالمها الاثرية.
وصف المؤرخين القاهرة بأنها مدينة ال1000 مئذنة لوجود العديد من المساجد فيها ويأتى الزوار إليها لإقامة شعائرهم الإسلامية والتعرف على تاريخ هذه المساجد، ومن أهم المعالم الإسلامية في القاهرة الجامع الأزهر، أشهر المساجد تم بناءه في العصر الفاطمى بناه جوهر الصقلي بعد احتلاله للقاهرة، تم فتح الجامع الأزهر للصلاة في رمضان عام 361هـ
يقابله مسجد الحسين وبناه أيضًا الفاطميون يحتوى مسجد الحسين على أقدم نسخ من القرآن الكريم.
أيضًا العديد من المساجد التى بنيت بعد العصر الفاطمي كجامع عمرو بن العاص، مسجد أحمد بن طولون، مسجد السلطان حسن وغيرهم من المساجد التي تشهد على عظمة وحضارة الدولة الإسلامية من براعة التصميم الهندسى المساجد ووجود الزخارف المنسقه فيها.
شارع المعز من معالم القاهرة الإسلامية فهو أكبر متحف في العالم يعرض الآثار الإسلامية، شارع المعز يقع في منطقة الأزهر في القاهرة الفاطمية، يبلغ طوله 1 كيلو متر يحتوى على 33 معلم أثري، 6 مساجد، 7 مدارس و4 قصور و 3 زوايا ووكالتان و2 من الأبواب باب زويلة وباب الفتوح،وحمامين من الطراز الشعبي، لذلك يحرص الكثير من السياح على زيارة شارع المعز للتمتع بكل هذه المعالم الأثرية، لا سيما في رمضان الذى يتحول فيه شارع المعز إلى تحفة فنية من الزينة، وإقامة الندوات الثقافية والعروض الموسيقية.
مكانة القاهرة في العصور القديمة
مرت القاهرة بعدد من العصور التي تأثرت بها من حيث الحكم والنواحي السياسية والاقتصادية والدينية، نذكر نبذة عن كل عصر ومدى تأثيرها على المناخ العام للقاهرة.
عرفت مدينة القاهرة في العصر الفرعونى القديم باسم “من نفر” تم إنشاء القاهرة في العصر الفرعونى على أشلاء مدن أخرى كانت قبلها، فقد كانت مدينة ممفيس في عهد مصر القديمة على الضفة الغربية لنهر النيل، ومدينة بابليون في عهد الرومان على الضفة الشرقية لنهر النيل.
حصن بابليون يقع في منطقة القاهرة قام بإنشائها الملك رمسيس الثاني اشتق اسمها من أسر البابليين، اشتهرت مدينة القاهرة في العصر الروماني في عهد الإمبراطور أغسطس وأمر بتشييد بناءها الإمبراطور تراجان في عام 130 قبل الميلاد، وتم تحويل حصن بابليون إلى حصن عسكري لم يتبقى من الحصن سوى الباب القبلي، بلغت مساحة الحصن نصف كم مربع يضم بداخله المتحف القبطي، تم سقوط حصن بابليون على يد عمرو بن العاص في عام 641م.
القاهرة في العهد الحديث
تأسست القاهرة الحديثة على يد محمد على وأسرته العلوية وخلال فترة حكمه أرسي قواعد النهضة الحديثة في القاهرة، وبفضل جهود محمد على تم انتقال مصر من عصر الاضمحلال إلى عصر التطور والنهضة الحديثة، قام بتشييد القصور وقام بإرتقاء الفن المعماري، قام بتغيير مسار التعليم في القاهرة وأنشأ المدارس والجامعات التعليمية ، وعلى الجانب السياسي قام بتطوير الثكنات العسكرية وتزويد الجيش بالعساكر والجنود، تم إنشاء العديد من محطات السكك الحديدية ، بعد وفاة محمد على تم نقل الحكم إلى الخديوي اسماعيل الذي لقبت القاهرة باسمه ” القاهرة الخديوية” في عصر الخديوي إسماعيل انتقلت القاهرة نقلة تطورية عالية المستوى، حين تولى الخديوي اسماعيل حكم القاهرة كان تعداد سكانها 270.000 نسمة، قام اسماعيل بصنع ثورة عمرانية حتى أطلق عليها البعض اسم” باريس الشرق” لأنه قام بتخطيطها مثل مخططات باريس كان من أهم القصور التي أُعيدت تشييدها قصر عابدين الذي أتخذه الخديوي إسماعيل مقر الحكم، مع بداية القرن ال20 طرأت على القاهرة عدة تطورات بسبب نزوح المستثمرين الأجانب اللذين قاموا بإنشاء وكالات وأسواق تجارية، وشهدت نموًا ملحوظًا في الأحياء التجارية ، بعد انتهاء ثورة 19 تأسس بنك مصر فأصبحت القاهرة مركز هام لتمركز الشركات والمشاريع المصرية.
بعد حرب السادس من أكتوبر بدأت مرحلة جديدة من حياة القاهرة العاصمة وبدء عصر الانفتاح في الاقتصاد، بدء سكان الريف والأقاليم في النزوح إلى العاصمة القاهرة ومن هنا بدء هدم المباني القديمة من قصور وبنايات، لبناء مساكن جديدة للسكان المهاجرين، وبناء المساكن على الأراضى الزراعية مما جعل مصر تفقد جزءًا كبيرًا من مساحتها الخضراء، في أواخر القرن ال20 اتجهت مصر إلى مرحلة بناء المدن الحديثة مثل مدينة 15 مايو ومدينة نصر ومدينة السلام، وتم إنشاء مترو الانفاق ليكون نقطة تحول في وسائل مواصلات القاهرة وربط شبكة طرق مدن القاهرة بعضها ببعض.
ومازالت القاهرة تشهد الكثير من التطورات الحديثة على مستوى كافة المجالات.